ثورة 26 سبتمبر حقيقة التحرر وأباطيل المتآمرين .. مقال لـ الدكتورة نادين الماوري (1 – 2)

رواها 360:
ردًا على ما تفضل به الكاتب قادري احمد حيدر مدير مجلة دراسات يمنية ، من الضروري تصحيح بعض المفاهيم وتوضيح الحقائق التاريخية.
أولًا : ثورة 26 سبتمبر 1962 م. لم تكن مجرد إنقلاب عسكري بل كانت ثورة شعبية كاملة تهدف إلى تحرير اليمن من قرون من الظلم والطغيان الإمامي، الذي عزل اليمن عن العالم وتسبب في تأخره على كافة الأصعدة.
إصرار البعض على تسمية هذه الثورة بالانقلاب يعكس إما جهلًا أو محاولة لتشويه الإنجازات الوطنية الكبرى التي تحققت بفضلها. الحديث عن التدخلات الخارجية والربط بينها وبين الثورة هو محاولة بائسة لإعادة كتابة التاريخ بما يخدم أجندات معينة، تمامًا كما يحاول الحوثيون اليوم تقديم أنفسهم كمدافعين عن اليمن بينما هم في الواقع أدوات لخدمة مشروع إيراني توسعي يستهدف سيادة اليمن.
ثانيًا : الزعم بأن هناك ازدواجية في السلطة بعد الثورة أو أن الثورة تعرقلت بسبب القوى القبلية هو تجاهل متعمد لتعقيدات الفترة الانتقالية التي واجهت اليمن بعد الإطاحة بالنظام الإمامي. كان من الطبيعي أن تواجه أي ثورة تحديات داخلية وخارجية، لكن أن نحصر الثورة في تلك التحديات هو اختزال لمشروع تحرري ضخم قام به الشعب اليمني بكل أطيافه.
ثالثًا : ما قدمته ثورة سبتمبر لليمن لا يمكن إنكاره؛ فقد وضعت الأساس للدولة الحديثة التي خرجت باليمن من عزلته وفتحت له الأبواب للتطور على كافة المستويات. الهجمات التي تتعرض لها الثورة اليوم، سواء من اليسار أو من التيارات الرجعية المدعومة من الخارج، ليست سوى محاولة بائسة للتقليل من أهمية هذا الإنجاز الوطني العظيم.
أخيرًا .. من المثير للسخرية أن يتحدث بعض المدافعين عن نظام الحوثي، الذي يدّعي “المقاومة”، بينما هو في الواقع يُعيد نفس أنماط القمع والاستبداد الإمامي تحت غطاء شعارات دينية مشوهة. إن وصم الثورة السبتمبرية بالانقلاب بينما يتم الدفاع عن مشروع طائفي رجعي مرتبط بإيران، هو قمة التناقض.
في النهاية، ستظل ثورة 26 سبتمبر شعلة مضيئة في تاريخ اليمن، ولن تنجح أي محاولات لتشويهها أو التقليل من قيمتها، سواء من داخل اليمن أو من الخارج.
24 / سبتمبر / 2024